والتاريخ خير شاهد..حقل المرجان من أبطال حرب أكتوبر وبشرة الخير فى مواجهة العدو الاسرائيلى
يعد حقل المرجان بطل من أبطال حرب أكتوبر 1973، وبطل أثناء الإحتلال والحرب ، وبطل السلام ( الفترة من 1967 حتى 6 أكتوبر 1973 )
تم إكتشاف حقل المرجان فى عام 1965 وبدأ إنتاجه قبل إندلاع حرب يونيه 1967 بشهر ونصف ( بدأ الإنتاج فى 13 أبريل 1967 ) ، وهنا كانت ملحمة جابكو والمرجان فى إنقاذ مصر بعد إحتلال حقول بترول سيناء التى كانت تمد مصر بحوالى 80 % من إنتاجها الكلى من البترول ..هذا هو القدر ، ودائماً ، الله يحمينا ويحمى مصر فى عز الأزمات ..
وقصة حقل المرجان خير شاهد على ذلك ، فحقل المرجان حدوتة مصرية وهو يُعد بلا أدنى شك من أكبر حقول البترول المصرية على مر التاريخ ومازال فى مرحلة العطاء حتى الآن رغم مرور 52 عاماً على بداية إنتاجه ..
حقل المرجان حدوتة مصرية
وحقل المرجان هو حدوتة مصرية بكل المقاييس وشاهد على العصر ، فقد كانت بدايته قبل حرب يونيه 1967 ، ثم مروراً بحرب أكتوبر 1973 ، وخلال هذه الفترة العصيبة على مصر ، والتى أحُتلت فيها جميع حقول البترول المصرى فى سيناء ، كان حقل المرجان هو المعجزة الآلهية وبشرة الخير لمصر وقطاع البترول المصرى ، وقد تمثّلت العناية الآلهية فى إهداء مصر كنز بترولى وحقل كبير بما يتيح لمصر تعويض إنتاج الحقول المحتلة فى يونيه 1967 ، وأصبحت معظم آمال مصر البترولية تخرج من هذا الحقل ..
والأرقام خير دليل بأن الله يحمى مصر فى عز الأزمات مع عزيمة رجال جابكو ..حيث بدأ حقل المرجان فى 13 أبريل من عام 1967 بمعدل يومى قدره 2000 برميل يومياً وخلال ثلاث سنوات فقط وصل متوسط إنتاجه إلى 300 الف برميل يومياً .. وفى 9 أغسطس 1970 يصل حقل المرجان إلى الرقم القياسى فى معدل الإنتاج 341 الف برميل يومياً ( هل تصدق ذلك ؟؟!! ) ..
ويصبح حقل المرجان أهم مورد بترولى لمصر بحوالى 70 % من الإنتاج الكلى ، ويستمر بعد ذلك ( ولفترة طويلة ) معدل إنتاج حقل المرجان يتراوح بين 260 ألف إلى 280 ألف برميل يومى حتى موعد حرب 1973 ، وبالتالى ينقذ الله مصر وإقتصادها ويحميها بخير المرجان وبعزيمة رجال جابكو فى ظل الإحتلال الإسرائيلى ..
وقبل بدء الحرب فى 6 أكتوبر 1973 كانت هناك خطة محددة لتأمين الحقل والعاملين الأجانب والمصريين الذين يعملون به وذلك لأهمية الحقل الإقتصادية لمصر ووقوعه فى دائرة نيران العدو ، وربما صدر إنذار ما من الشركة الأمريكية أموكو ( بعد نشوب الحرب ) للجانب الإسرائيلى بعدم الإقتراب من هذه المنطقة لأن الحقل يعمل به الجانب الأمريكى وشريك فيه !!
ومع بداية 1973 ومابعدها ينسج المرجان حدوتة آخرى أثناء وبعد حرب 1973 ، وبعد هذه الفترة ، تبدأ بشائر الخير فى جابكو مع إكتشافات حقول يوليو 1973 ، حقل رمضان 1974 ( تيمناً بحرب العاشر من رمضان ) ، حقل أكتوبر 1977 ( تيمناً بحرب أكتوبر ) ، ثم إستلام حقول شعاب على 1979 ..
* وبعد مرور 52 عاماً ( 1967 – 2019 ) من بدء الإنتاج من حقل المرجان ، مازال هذا الحقل العظيم قادراً على العطاء لجابكو ومصر وإنتاجه الحالى يساوى تقريباً 25 % من إنتاج جابكو اليومى ..
نعم .. هناك رجال ورواد خلف هذه الملحمة الرائعة ، لأنهم بعون الله ، أنقذوا مصر فى أصعب اللحظات ..
حقاً ” الله يحمى وينقذ مصر فى عز الأزمات ”
دكتور جيولوجى / حافظ على سليم
( موضوعات من كتاب جابكو والإستكشاف فى 50 عام )