أخبار البترولمميز

ولينا فى البريمات علامات…المهندسة ليلى الحارص حدوته بترولية رسمت اسمها على براميل النفط

كتبت مروه الغول – صوت الأمه

خصلات شعر تتطاير مع نسيم الهواء، تكشف عن وجه ملائكي، تخضع له البريمات، في محاولة للبحث عن نفط في عرض المحيط الهادي، حيث تطغى ظلماته على نوره، تبتلع كل شيء، مالم يكن ملاكا كهذه.

 

في بيئة عمل قاسية، اتخذها الرجال لأنفسهم موطنًا، رافضين وجود أي وجه حسن، ظنًا منهم أنهن لن يقدروا عليها، أم خشية عليهن من صعوبة العمل التي أنهكتهم أنفسهم، فما بالك ببنات حواء.

 

يوما تلو الآخر، يتساقط النقاب عن جميلات رسمن حروف أسمائهن على براميل النفط، ليعرفهن العالم أجمع، من بينهن، ليلي الحارص، مهندسة بترول، تخرجت من كلية الهندسة جامعه الأسكندرية. تحكي الحارص: «في بداية عملي وعمري 21 عامًا، التحقت بإحدى الشركات الأجنبية على أحد البريمات في المحيط الهاديء بآسيا، واستمريت في العمل لمدة عامين».

 

العمل كان قاسيا لكن الحب أقوى، تكمل ذات: «البريمات سواء بحرية أو صحراوية، بيئة عمل قاسية، لكني تعودت، بفضل حبي لتلك المهنة التي أعتز بها». لم تنسى الشابة المصرية أنها كانت الوحيدة وسط 300 رجلا عاملا، تضيف: «في بيئة عمل رجالية، كانت ساعات العمل تتخطى 12 ساعة، وفي أوقات أخرى 18 ساعة، وكانت هناك أيام نصل الليل بالنهار، من أجل إنجاز ومتابعة العمل (كنت بطبق مفيش نوم)، وفي بداية العمل كان الوضع غريبا بوجود إمراة تعمل علي البريمة».

لقد رأيتها متحمسة جدا للتنوع بشتى أنواعه في سوق العمل وكذلك تحبيذ تطوير الإنسان في العمل بشكل مستمر، لافته أنها وخلال فترة العمل هنا في مصر قامت برفع نسبة تمثيل العنصر النسائي في المجموعه الفنية التي تعمل معها وذلك من ١٥٪‏ الي ٣٦٪‏ عن طريق انضمام عدد من المهندسات والفنيين من العنصر النسائي من خريجات الجامعات المصرية.

لم تكن فكرة تقبل وجود سيدة تعمل على بريمة أمر هين في بيئات عمل عربية، تشير ليلى: «كنت أعمل مهندسة حفر مسئولة عن تقييم المعلومات (التكوين)، وخلال فترة عملى في آسيا لم تكن هناك أي مشاكل أو صعوبات، لكن ومع انتقالي للعمل في منطقة الخليج، بالتحديد في دولة الإمارات، لم يكن هناك شئ سهل على الأرض».

 

تتابع: «في أحد المرات، كان هناك اجتماع عمل، وبرفقتي أحد الزملاء، ومن بين الحضور مهندس أصغر مني سنًا وخبرة، كنت مديرته في العمل، وأثناء الاجتماع كان حديثه بأكمله موجها إلى زميلي، وكأني لست موجودة».

 

تعمل ليلي الحارص في الوقت الحالي مديرة للتنمية والعمليات، في أحد الشركات الأجنبية بمصر، مضيفة: «شركتي تعمل على تمكين المرأة، ويعمل بها 37% وهناك تسهيل للسيدات وتمكين للأمهات».

 

ويشهد قطاع الطاقة في الوقت الحالي طفرة في عمل المرأة، تنفيذا لتوجيهات القيادة السياسية، وتأكيدات المهندس طارق الملا، وزير البترول والثروة المعدنية، عن تزايد دور المرأة في قطاع الطاقة ومختلف مجالات صناعة البترول والغاز، وسبل تعزيز مشاركتها في الأنشطة البترولية ودعمها في المنافسة والابتكار وتولى المناصب القيادية.

 

وتمثل المرأة في القطاع 30% من نسبة القيادات بقطاع البترول، حيث أنه تعد جزء هام من مشروع تطوير وتحديث قطاع البترول الذي يتم التقدم فيه بخطوات واضحة وتحقيق نجاحات وتميز في بلوغ أهدافه.

 

تبلغ ابنة الحارص 11 عامًا، تحكي المهندسة عن فتاتها الصغيرة: «هي كل حياتي وفخورة جدا بي، تحب دائمًا مشاركتى في كل شيء أفعله، واصطحبها معي إلى العمل، وأتمني أن تصبح مثلي في حال وجود رغبة لديها للعمل علي البريمة، وهى بالفعل لديها».

 

صاحب الأفارول الحارص منذ ربيعها العشرين طالما على البريمة، تضيف كنت أستيقظ في الخامسة صباحًا، مفيش لبس غير الأفارول صبح وليل وأثناء النوم، لأنه من الممكن أن يجد جديد على البريمة.

زر الذهاب إلى الأعلى
slot server jepang