أخبار البترولمميز

الدكتور أسعد الهوارى يكتب…حرية الأبناء

يتمثل في اعتقاد بعض الأشخاص أني حين أكتب عن حرية الأبناء .. أنني أسعي لتحريمها أو منعها ، وحاشا لله أن يكون هذا مطلبي فشخصي لا يملك أهلية لفتوى ولا أحقية المنع ، وفي الجانب الآخر أنا ضد فكرة إلغاء حرية الأبناء, ولكن مع التقنين والضبط وهذا ما أريد أن أصله لأبنائنا ولأولياء أمورهم .. أحلي أمل في الدنيا هو الحرية .. الأطفال يحلمون يلعبون في حرية ..البنات يحلمون بأنهم يحبون في حرية .. الرجال يحلمون بأن يعملون في حرية .. ومع هذا فالحرية وحدها لا تسعد الإنسان أبدا .. فالحرية والفراغ والشباب والإمكانيات أذا توافرت لإنسان ولم يكن معها هدف تنشغل بتحقيقه..تتحول إلي محنه وعزاب وملل وتلف عصبي ..إن الحرية ليست ترفا ..ليست هدية يقدمها الآباء والأمهات لأبنائهم..إنها لعنة حينما يقدموها إلي أبنائهم ومعها شهادة بالإعفاء عن تحمل المسئولية ..أنهم يكون بذلك قد قدموا لهم مشكلة ولم يقدموا لهم هدية ..وحرية التسكع في الشوارع والرقص والشرب والسهر في النوادي وغيرها من الأمور التي نشاهدها الآن بين أبنائنا ليست حرية ..فليس لها إلا معني وأحد هو خراب البيوت ..وأول من سيشقي بهذه الحرية هم المسئولون عن أبنائهم وسيبكي من الندم أذا تشرد أبنائهم..أن بذور الأجرام موجودة .. كل ما تفعله الصدفة أنها تعطي الفرصة ..والظروف المناسبة لهذه البزور لتغرق أبنائنا في بحر الظلمات.. فالحرية أن تترك أبنك وبنتك أن يختاروا لون ملابسهم ونوع الأكل ولكن ليس قضاء الليل مع الأصدقاء.. فالحرية حينما تتعارض مع القيم والأخلاقيات والدين تصبح مرفوضة حتى للكبار.. فالأبناء منسوبون للآباء وبعض تصرفاتهم تحت مسمى الحرية يمكن أن تضر بسمعة الأسرة ويمكن أن تضر بمستقبل المحيطين.. فالأبناء عندما يستخدمون الحرية في أن يلبسوا ما يريدون يخرجون مع من يختارون وأشياء أخري يمكن أن يضروا بسمعتهم ويتهم البيت بالانحلال.. وهذه إشكالية الحرية ، أنها مادة ثمينة جداَ، ولكنها خطرة مدمرة محرقة تشع إشاعات قاتلة ..عندما نتحدث عن الحرية نقول إن معناها أن أعطى الأبناء المساحة في اتخاذ القرار فيما يتعلق بأمور شخصية بحيث تصقل مهارة اتخاذ القرار عندهم وتزيد من مهاراتهم الشخصية في حدود ما هو إيجابي ومقبول أخلاقيا ودينيا ومجتمعيا.. ونحن في مجتمعنا لا نقبل الحرية المطلقة أو الانفلات حيث إن هناك ثوابت خلقية من أيام أجدادنا مثل احترام الكبير، وقدسية جسد البنات، ويجب على الآباء والأمهات أن يغرسوا في أبنائهم الالتزام الأخلاقي والدين والترغيب في السلوك المقبول البناء والابتعاد عن السلوك الهدام ..أن ما أفسد مفهوم الحرية هو عصر السماوات المفتوحة وجعل الشباب يتبعون أشياء لا تتفق مع ديننا أو معاييرنا فالحرية مقيدة بالدين والمجتمع والأسرة ويجب أن نتصرف في الحدود التي ترضى كل هذه الأطراف، لأن تصرفات الأبناء الخاطئة يعود بالسلب على صحة الأب والأم ويترك توترات داخل الأسرة ويقلل إنتاج وفاعلية الأسرة..فكيف نقذ الأبناء من هذه التيارات الفكرية العديمة ، فلا يوجد دواء جاهز ولاحقن ذات مفعول فوري لوقاية الأبناء وهدايته ، ولا جواب سوء التربية الصحيحة في البيت والمدرسة والرقابة المتلاصقة لأبناء ، فلابد من دراسة هذه الثغرة التي يتسلل منها الفساد ليتلف أعز ما نملك ، ونحن في حاجة إلي كتيبة لأصحاب العقول المستنيرة تتقن اللغات وتفهم مشاكل العصر لتخاطب الأبناء ، وأي كلام غير ذلك هو عودة إلي مسلسلة التباكي والوقف علي الأطلال ،أني أدعو لقارئ هذه السطور أن يمنحه الله البصيرة لاستنار عقول أبنائهم ، وهي دعوة نصوحة ، مخلصة لوجه الخير والحب
خلاصة القول .. الحرية بدون أهداف بدون برنامج بدون غاية بدون رقابة مفسدة مطلقة

petro petro petro

روائي دكتور /أسعد الهوارى
الشركة العامة للبترول

زر الذهاب إلى الأعلى
slot server jepang