شق الثعبان..قلعة الرخام تحتضر ..الصينى طرد المصرى من الصنعة..والخسائر تلاحق أصحاب الورش المصرية

كتبت منى كمال الجهينى…تعد منطقة شق الثعبان بمنطقة طرة المعادى من أهم المناطق الصناعية فى صناعة الرخام وهى إحدى قلاع تصنيع وتصدير الرخام فى مصر و العالم وأكبر منطقة صناعية فى الشرق الأوسط.

يذهب العمال فى الصباح الباكر من كل يوم لبدأ عملية التصنيع للرخام والجرانيت التى تعد مصدر الرزق الوحيد لهم فهناك من يقوم بتقطيع الرخام بواسطة المناشير الكهربائية وتجهيزه للبيع أو التصدير للدول الأوروبية.

ووفقاَ لمحافظة القاهرة، فإن المنطقة بها 1858 مصنع وورشة لصناعة الرخام بدأت المحافظة فى إجراءات تقنين أوضاعها لتنظيم العمل داخل المدينة الصناعية، حيث تم رصد 3.6 مليار جنيه لتطويرها على أحدث مستوى.

معاناة وشكاوى أصحاب المصانع والورش  تزايدت فى الفترة الأخيرةبمنطقة شق الثعبان من ارتفاع أسعار تقنين تلك المصانع و الورش، وارتفاع أسعار الكهرباء والمياه والمرافق فى وقت يلتزمون فيه بدفع مبالغ كبيرة من الضرائب سنوياً إلى جانب مزاحمتهم من العمالة الصينية التى تسيطر على أغلب مصانع المنطقة، فى وقت تواصل الأجهزة التنفيذية أعمال رفع البنية التحتية بالمنطقة، وتدافع عن حقها فى تحصيل مستحقات الدولة لاستغلال موارد أكبر مناطق صناعة الرخام والجرانيت حول العالم.

و أعرب بعض من أصحاب مصانع وورش الرخام والجرانيت، عن ضيقهم من ارتفاع أسعار المتر بمنطقة شق الثعبان عقب قرار التقنين الذى أصدرته محافظة القاهرة.

سيطرة العامل الصينى

واحدة من المشكلات الكبرى هى سيطرة العامل الصينى على أكثر من ٧٠% من المصانع والورش والمعارض بالمنطقة حيث تخرج منتجات الرخام والجرانيت كمعادن من أراضى مصرية ويستخدمها الصينيون ويزخرفونها وفقا لرغبتهم، ثم يصدروها على أنها منتج صينى 100% من داخل ورش ومصانع مصرية، دون الاعتراف بالمكان الذى خرج منه المعدن الخام ومشتقاته التى تصدر.

بالاضافة إلى أن العمالة الصينية بعد دخولها المصانع والورش تعرفت على أسرار الصناعة وطردت العامل المصرى وحل الصينى بدلا منه وبالتالى أصبح هناك توفير فرص عمل للصينيين ويتم تسريح العمالة المصرية عند تأجير مكان للصينيين فى وقت يصنع الصينين منتجات ذات جوده أقل للسوق المصرية وبيعها بأسعار أقل مما أثر على حركة الاسعار فى المنطقة ويتسبب فى خسائر للورش الأخرى فى وقت يشهد فى السوق حالة ركود بسبب الازمات الاقتصادية.

تقديم تسهيلات

مع تزايد الازمات العالمية وتأثيراتها على كافه الاصعدة الاقتصادية تحتاج منطقة شق الثعبان إلى العديد من التسهيلات خاصة مع الاهتمام الملاحظ من قبل القيادة السياسية بتطوير المنطقة، حيث تعد واحده من أهم التسهيلات هى تقديم اعفاءات ضريبية تساعد اصحاب الورش المصرية على مواجهة التحديات التى تواجههم بجانب تقديم تسهيلات فى مرافق الكهرباء والنقل حيث أدى ارتفاع تكلفة الانفاق وقلة الاحتياطى  إلى قيام كبار التجار إما ببيع الورش أو تأجيرها أو اغلاقها وهناك من يعافر من أجل البقاء بالانفاق من أموالهم الخاصة مما يعرضهم للخسائر .

تحتاج المنطقة حتى تتمكن الورش من اتمام اعمالها دون معاناه إلى سرعة تطوير البنية التحتية من طرق وشوارع وصرف صحى، خاصة وأن اصحاب الورش يقومون بدفع كافة المستحقات لمحافظة القاهرة.

وتواجه المنطقة مشاكل عديدة في شبكة الطرق الموجودة بالمنطقة حاليا حيث إنها مغلقة ، وغير ممهدة ، وعروضها غير منتظمة ، حيث تضيق وتتسع ، كما أن أكبر مشاكلها ، هو انفصال مناطق شق الثعبان – الليثي – الشيماء ” عن بعضها ، ونظرا لعدم التواصل بينها ، فالخدمات جميعها ضعيفة ، كما تواجه سيارات النقل الثقيل مشاكل كثيرة بسبب وعورة طرقها ، وهو ما يتسبب في حوادث على الطرق هناك ، بسبب الكتل الثقيلة المحملة بها ، وهو ما أدى إلى تهالك شبكة الطرق هناك ، وتآكل الأسفلت.

الأزمة العالمية الراهنة

ومن جانبه أكد اللواء خالد عبدالعال، محافظ القاهرة فى تصريحات صحفية، أن الأزمة العالمية الحالية تتطلب تطوير صناعة الرخام، لاستمرار التواجد والمنافسة فى السوق العالمية، بالإضافة للسوق المحلية، مع أهمية تقنين الوضع لإدخال الصناعة في منظومة الاقتصاد الرسمي للدولة.

وأكد أن القيادة السياسية تولي اهتمامًا بمنطقة “شق الثعبان”، فى إطار تنفيذ رؤية الدولة بالاهتمام بالاستثمار والصناعة والسعي لفتح مجالات جديدة وخلق مزيد من فرص العمل تليق بأهمية ومكانة المنطقة الصناعية بشق الثعبان، والتى تعتبر من أهم مناطق تصنيع الرخام الخام على مستوى مصر والعالم وتحظى بشهرة كبيرة في هذا المجال.

ووقعت محافظة القاهرة بروتوكول تعاون مشترك مع البنك الأهلى المصرى بشأن تطوير وتنمية المنطقة الصناعية بشق الثعبان بحضور المهندس عاطف عبد الحميد محافظ القاهرة وممثلًا عنها فى توقيع البرتوكول وهشام عكاشة رئيس مجلس إدارة البنك الاهلى ممثلًا قانونيًا عنه.

تضمن البرتوكول قيام البنك الأهلى بتقديم الخدمات التمويلية والمصرفية والتسهيلات الائتمانية لأصحاب المصانع والورش والمصانع بمنطقة شق الثعبان والمساعدة فى تقنين أوضاعهم، وذلك فى إطار اهتمام محافظة القاهرة بتنفيذ توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بسرعة الانتهاء من تطوير وتنمية المنطقة الصناعية بشق الثعبان، وتوفير كافة الخدمات والدعم لأصحاب وصناع الورش والمصانع والمعارض بالمنطقة، وتأسيس منطقة لوجستية متكاملة الخدمات والمرافق لحماية ودعم وتطوير صناعة الرخام والجرانيت وصولًا لأن تصبح منطقة شق الثعبان مدينة صناعية عالمية متخصصة فى مجال الرخام.