خدمات توصيل الغاز والسلامة

قفزة المخزونات الأمريكية تهدئ مؤقتا وتيرة تعافي أسعار النفط

[ad_1]

توقفت المكاسب السعرية للنفط مؤقتا بعدما تجاوز خام برنت سعر 70 دولارا للبرميل، وذلك على أثر بيانات تكشف ارتفاعا في مستوى المخزونات الأمريكية، إلا أن الأسعار ما زالت تتلقى دعما من اتفاق خفض الإنتاج الذي ينفذه تحالف “أوبك +”، إضافة إلى تأثير العقوبات الأمريكية في إيران وفنزويلا.
وتميل أسعار الخام إلى مواصلة مكاسبها السعرية، برغم وجود بعض التقلبات نتيجة أنشطة المضاربة وعمليات تصحيح الأسعار إلى جانب التفاعل مع البيانات الإيجابية الخاصة بمستويات الطلب وحجم المخزونات.
ويرى محللون نفطيون أن السوق تتجه بقوة نحو التخلص من حالة وفرة الإمدادات التي تفاقمت في نهاية العام الماضي بعد بلوغ مستويات قياسية في الإمدادات، بالتزامن مع منح الولايات المتحدة إعفاءات لثمانية مشترين للخام الإيراني.
ولفت المحللون إلى أن الإدارة الأمريكية تواجه موقفا مشابها لشهر تشرين الأول (أكتوبر) الماضي عندما كان مستوى الأسعار مرتفعا فوق 80 دولارا للبرميل، حيث عملت على إقرار تنازلات لزيادة المعروض وخفض الأسعار، مشيرين إلى أن السوق تتطلع إلى الموقف الأمريكي الجديد من التنازلات بعد انتهاء العمل بها خلال أيار (مايو) المقبل.
وتوقع هؤلاء أن تواجه الإدارة الأمريكية موقفا صعبا خلال الشهر المقبل، فهي من جانب يجب أن تتمسك بخطتها الأصلية بوصول مستوى الصادرات الإيرانية إلى مستوى الصفر، مع إيقاف ثلاثة مستوردين منحوا استثناءات أمريكية، شراء الخام الإيراني، ولكنها في المقابل غير راضية عن مستوى الأسعار الحالي خاصة مع تمسك “أوبك” بعدم إنهاء خطة خفض الإنتاج بشكل مفاجئ.
وفي هذا الإطار، يقول لـ”الاقتصادية”، جون هال مدير شركة “ألفا إنرجي” الدولية للطاقة، إن الخسائر الفادحة في الإنتاجين الإيراني والفنزويلي لعبت دورا لا يستهان به في تقليص الإمدادات وخفض المعروض، وبالتالي ارتفاع الأسعار، وذلك جنبا إلى جنب مع خطة “أوبك” الفاعلة في خفض المعروض بنحو 1.2 مليون برميل يوميا.
وذكر جون هال أن صادرات طهران انخفضت بمستوى النصف، ولا تتجاوز حاليا 1.5 مليون برميل يوميا، كما أن توقف ثلاث دول عن شراء النفط الإيراني خلال فترة التنازلات يعد مؤشرا على مزيد من التجاوب مع الخطة الأمريكية لخفض المعروض الإيراني إلى أدنى مستوى ممكن إذا لم يكن إلى مستوى الصفر.
من جانبه، يقول لـ”الاقتصادية”، سيرجي فاكلينكو المستشار في شركة “جازبروم نفط” الروسية، إن موسكو تتمسك بعلاقات شراكة وتعاون واسعة مع “أوبك” وخلال الشهر الجاري ستتمكن من الوفاء بكامل حصتها من الخفض لافتا إلى أن ارتفاع الأسعار أمر إيجابي ومعزز للاستثمارات خاصة في مشاريع المنبع.
وأشار فاكلينكو إلى أن الاستثمار تباطأ على مدى السنوات الماضية بسبب ضعف الأسعار وتقلبات السوق لافتا إلى أن العودة إلى الاستثمارات طويلة المدى ستحدث تدريجيا لتأمين الإمدادات مستقبلا في ضوء ارتفاع مستويات الطلب واستمرار الوقود الأحفوري مهيمنا على مزيج الطاقة العالمي.
من ناحيته، يقول لـ”الاقتصادية”، أندريه يانييف المحلل البلغاري ومختص شؤون الطاقة، إن حديث الرئيس الأمريكي دونالد ترمب عن أن الأسواق العالمية هشة للغاية وأن الأسعار مرتفعة، ربما يكون تمهيدا لتمديد التنازلات للدول المشترية للنفط الخام الإيراني، على الرغم من توقف البعض بالفعل عن صفقات الشراء تحسبا لوقف التنازلات.
وأضاف يانييف أنه حتى في حالة تمديد التنازلات فإن خسائر الخام الإيراني ستستمر وربما تقل عن مليون برميل يوميا بنهاية العام الجاري، مشيرا إلى أن الوضع في فنزويلا أيضا متأزم للغاية رغم محاولة حكومة مادورو مقاومة العقوبات الأمريكية، لافتا إلى أن ارتفاع الأسعار قد يجعل الإدارة الأمريكية أكثر مرونة في تطبيق العقوبات.
وبدورها، توضح لـ”الاقتصادية”، جولميرا رازيفا كبيرة المحللين في المركز الاستراتيجي للطاقة في أذربيجان، أن ارتفاع المخزونات يعد بالفعل من العناصر الرئيسة في التأثير في تحرك الأسعار، التي مالت إلى الانخفاض بعد مكاسب قياسية سابقة، ولكن استمرار تقلص المعروض سيجعل الأسعار أقرب إلى استئناف المكاسب.
وأشارت رازيفا إلى أن الشراكة والتعاون بين تحالف “أوبك+” يكتسب قوة واستمرارية مع الوقت، خاصة مع الالتزام الصارم بمواصلة اتفاق خفض الإنتاج لحين استعادة التوازن الكامل والمستدام في السوق، وعدم التراجع في ظل المكاسب السعرية المتوالية، على الرغم من ضغوط المستهلكين لتهدئة وتيرة الأسعار الحالية.
وعلى صعيد تعاملات الأسواق، نزلت أسعار النفط أمس، مع انخفاض خام برنت أكثر عن مستوى 70 دولارا بعد أن أظهرت البيانات في الولايات المتحدة ارتفاعا مفاجئا في مخزونات الخام وإنتاجا عند مستوى قياسي.
وبحسب “رويترز”، نزلت العقود الآجلة لخام برنت ثلاثة سنتات إلى 69.28 دولار للبرميل، وهبط برنت ستة سنتات يوم الأربعاء بعد أن لامس 69.96 دولار، وهو أعلى مستوياته منذ 12 تشرين الثاني (نوفمبر) حين جرى تداول الخام فوق 70 دولارا.
وانخفض خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي ثمانية سنتات أو 0.1 في المائة إلى 62.38 دولار للبرميل، وهبطت عقود الخام 12 سنتا في الجلسة السابقة بعد أن بلغت 62.99 دولار لفترة وجيزة، وهو أيضا أعلى مستوى لها منذ تشرين الثاني (نوفمبر).
وزاد خام القياس العالمي برنت نحو 30 في المائة منذ بداية العام الجاري، في حين ارتفع خام غرب تكساس الوسيط نحو 40 في المائة، وتلقت الأسعار الدعم من شح الإمدادات العالمية ومؤشرات على ارتفاع الطلب.
وتلاقي أسعار النفط الدعم من اتفاق بين منظمة البلدان المصدرة للبترول وحلفاء مثل روسيا، في المجموعة المعروفة باسم “أوبك+”، لخفض إنتاج النفط بنحو 1.2 مليون برميل يوميا هذا العام.
وصعد إنتاج الولايات المتحدة من النفط بمقدار 100 ألف برميل يوميا خلال الأسبوع الماضي، مسجلا مستوى قياسيا جديدا.
وكشف التقرير الأسبوعي الصادر عن إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، أن إنتاج الولايات المتحدة النفطي ارتفع بمقدار 100 ألف برميل يوميا في الأسبوع الماضي ليصل إلى 12.200 مليون برميل يوميا.
ويواصل بذلك الإنتاج الأمريكي من الخام تسجيل مستويات قياسية على الصعيد الأسبوعي بعد أن استقر في الأسبوع الماضي عند أعلى مستوى في التاريخ.
وبحسب التقرير الأسبوعي، فإن صادرات النفط الأمريكية تراجعت بمقدار 163 ألف برميل يوميا في الأسبوع المنقضي إلى 2.723 مليون برميل يوميا.
في حين شهدت واردات الخام الأمريكية زيادة بمقدار 223 ألف برميل يوميا في الأسبوع المنقضي لتصعد إلى مستوى 6.763 مليون برميل يوميا.
وتعني الزيادة في الواردات الأمريكية والهبوط في صادرات الخام، ارتفاع صافي واردات الولايات المتحدة النفطية بمقدار 386 ألف برميل يوميا إلى 4.040 مليون برميل يوميا.
وارتفعت المخزونات الأمريكية بعكس توقعات المحللين خلال الأسبوع الماضي، في حين تراجعت مخزونات البنزين في الفترة نفسها.
وأعلنت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، زيادة المخزونات بمقدار 7.2 مليون برميل خلال الأسبوع الماضي لتصل إلى 449.5 مليون برميل.
وكانت توقعات المحللين تشير إلى انخفاض مخزونات الخام الأمريكي بمقدار 0.7 مليون برميل في الأسبوع الماضي.
في حين انخفضت مخزونات البنزين في الولايات المتحدة بمقدار 1.8 مليون برميل خلال الأسبوع المنقضي.
من جهة أخرى، يرى بنك “جولدمان ساكس” أن الاتجاه نحو التخلص من الكربون يوجد عوائق أمام دخول شركات جديدة إلى صناعة النفط، ما يجعل اللاعبين الأساسيين في سوق الخام أكثر ربحية.
وقال رئيس “جولدمان ساكس” لأبحاث الموارد الطبيعية في أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا، إن الدفع نحو بيئة خالية من الكربون ودفع الأسواق نحو التأقلم مع تغير المناخ يشدد الظروف المالية في القطاع.
وأضاف ميشيل ديلا: “تعمل هذه التدابير على إعادة بناء الحواجز أمام الدخول في سوق النفط وتعيد توحيد هيكل السوق الذي فقدناه في بداية الألفية الجديدة”.
وتابع ديلا: “لذلك نحن نشهد إعادة تشكيل الربحية العالية التي كانت تستمتع بها شركات النفط الكبرى التي فقدتها بالكامل عندما كان يتم تمويل الجميع لبدء أي مشروع في قطاع النفط والغاز”.
وذكر مسؤول “جولدمان ساكس” أنهم يسمعون كثيرا عن استبدال الطلب على النفط بالكهرباء، “ولكن الأمر يستغرق كثيرا من الوقت، وفي الوقت الحالي الطلب لا يزال قويا بشكل خاص في الأسواق الناشئة المستمرة في شراء الخام”.
وشركات النفط الكبرى مصطلح يطلق على شركات مثل “إكسون موبيل” و”بي.بي” و”شل”، و”إيني” و”توتال”.

[ad_2]
Source link

زر الذهاب إلى الأعلى
slot server jepang