كتب رأفت إبراهيم
عجبت امس من كم السكينة و الهدوء. الذي إصابني ..و أصاب كل البيت بل و أصاب كل الكومباوند السكني الذي اسكن فيه و أصاب مدينة الشيخ زايد المتألقة بكم الجروبات المتخصصة و المتصالحة والمشهورة بعمل الخير و خاصة لوجود صرحين عظيمين و هما 500500 و مؤسسة بهية بجانب ابراج زد …ساويرس و حديقتها الصاخبة …
واكيد النتيجة معروفة في كل أنحاء مصر و اعتقد كثير من بلدان العالم كانت في حالة ترقب لما بعد انقطاع وسائل التواصل الاجتماعي عن إشعال فتيل التواصل المراد إيصاله .
فكل من هذه الوسائل لها اغراضها المسبقة و التي من المفترض وأن نعيها تماما حتي لا تنقض يوميا علي يومنا الذي اصبح حبيسا للتصفح و التدخل و فرض اراء و مغريات العصر الذي أصبح لامحالة من الفرار من آثارها المدمرة الا من رحم ربي .
كانت سويعات ذهبية استرجعت فيها ذكرياتي الهادئة و الجميلة و استرددت نفسي رحيق و عبق تاريخ مضي وولي قبل هذه الوسائل السريعة و المتسارعة في أحداث المتاهة و اللهو الزائف وعلي الجانب الآخر أعلم علم اليقين مدي فائدة التكنولوجيا و السرعة الفائقة في إنجاز الأعمال …. ونتيجة هذا العطل المفاجئ من خسائر فادحة في مجال الربح السريع من خلال المواقع الإلكترونية للبيع و الشراء و المتاجرة العلنية لكل شئ واي شي و التأثير المباشر و الضار علي البورصة أو البنوك أو الاتصالات أو الطيران أو المستشفيات و العمليات و العنايات المركزة وغيرها من الأنشطة العامة المعتمدة اعتمادا كليا الان علي هذه التكنولوجيا .
لكن وجب السؤال هل استفدنا من هذا الانذار الذي استغرق سويعات قليلة في أن نرتب البدائل إذا لاقدر الله استغرق حل هذا الخلل ايام أو أكثر من ذلك .
و سؤال آخر هل كانت فترة العطب التكنولوجي بالأمس القريب كافية لأن نراجع أنفسنا في معالجة العطب النفسي و الحنين للبساطة و للالتحام المعنوي الذي افتقدناه كثيرا ….هل ساهمت هذه الوقفة الإنسانية المطلوبة لكل منا في تحديد وقت و منفعة محددة لهذه الوسائل التي اقتحمت كل خصوصياتنا و لا اخفي عنكم سرا أنها أسهمت بشكل كبير في إفساد علاقات كثيرة و زعزعة أمن و امان بيوتنا الشرقية الأصيلة و الاهم من ذلك اسهامها المباشر في فقد صلات الرحم الرحيمة بعضها ببعض والاكتفاء ببوست مكتوب بلا روح أو ايموشن جامد ليحل محل نبرة أصواتنا أو تزاورنا لمعرفة اوجاعنا و لملمة جراحنا و طبطبة كل منا علي الاخر .
و أعمالا للحديث الشريف … مثل المؤمنين في توادهم و تراحمهم و تعاطفهم كمثل الجسد الواحد اذا اشتكي منه عضو ….تداعي له سائر الاعضاء بالسهر و الحمي .
الا من وقفة لوقف نزيف العطب النفسي …. اتمني الإفاقة يا احبائي .
تحياتي …
مؤسس مبادرة احنا أولي ….احنا قدها و عضو مؤسس مبادرة فكرتك ثروتك ….حقق حلمك و سفيرة مؤسسة بهية للتشخيص المبكر للأورام و سفيرة المناخ .